السبت، 24 أكتوبر 2015

إغتيال عالمة الذرة سميرة موسى

حفيدة " راقية إبراهيم " :

جدتى تعاونت مع الموساد لإغتيال عالمة الذرة سميرة موسى .
======================================
"جدتى كانت مؤمنة بإسرائيل إلى أقصى درجة وشاركت الموساد فى اغتيال سميرة موسى"..بهذة الجملة الصادمة بدأت ريتا ديفيد توماس حفيدة الفنانة اليهودية راشيل إبراهام ليفى المعروفة بـ راقية إبراهيم فى تصريح لجريدة المصريون أثناء زيارتها لمصر.
وأشارت، إلى أن جدتها كانت صديقة حميمة لعالمة الذرة المصرية سميرة موسى، وهذا من واقع مذكراتها الشخصية التى كانت تخفيها وسط كتبها القديمة فى شقتها بكاليفورنيا وتم العثور عليها منذ عامين .

وذكرت أن راقية إبراهيم تعاونت مع الموساد بشكل كبير فى تصفية سميرة موسى، فقد كانت دائمة التردد على منزل الدكتورة سميرة مما أتاح لها تصوير منزلها بكل دقة وفى إحدى المرات استطاعت سرقة مفتاح شقتها وطبعتة على "صابونة" وأعطته لمسئول الموساد فى مصر وبعد أسبوع قامت راقية إبراهيم بالذهاب للعشاء مع سميرة موسى فى"الاوبيرج" مما أتاح للموساد دخول شقة سميرة موسى، وتصوير أبحاثها ومعملها الخاص.

وذكرت"ريتا" أن العلاقة بين الدكتورة سميرة موسى وراقية انتهت عام 1952عندما قامت سميرة بطردها من منزلها بعدما تدخلت راقية كوسيطة بينها وبين الولايات المتحدة لإعطائها الجنسية الأمريكية وعندما رفضت سميرة العرض هددتها راقية إبراهيم بأن العواقب لن تكون طيبة وهنا انتهت العلاقة بينهما .

وقبل عودة سميرة موسى لـ مصر " 15 أكتوبر 1952 " استجابت لدعوة لزيارة معامل ذرية في ضواحي كاليفورنيا وفي طريق كاليفورنيا الوعر المرتفع ظهرت سيارة نقل فجأة لتصطدم بسيارتها بقوة وتلقي بها في وادي عميق قفز سائق السيارة واختفى إلى الأبد ، وأوضحت التحريات أنه كان يحمل اسماً مستعاراً، وأن إدارة المفاعل لم تبعث بأحد.

وفى نفس العام – 1952- وأثناء عرض فيلم "زينب" فى مهرجان "كان" إختلفت راقية بطلة الفيلم مع الوفد المصرى المصاحب لها ، فقابلت اللجنة المنظمة للمهرجان وإدعت أنها تتعرض لإضطهاد من الحكومة المصرية بسبب كونها يهودية فما كان من اللجنة المنظمة للمهرجان إلا إسبتعاد الوفد المصرى والإعتراف بــ راشيل إبرهام ممثلة وحيدة لــ مصر ، وقد سبق لها أن رفضت المشاركة فى فيلم تقوم فية بدور بدوية تخدم الجيش المصرى الذى بدأ يستعد لحرب فلسطين .

بعد قيام راقية ببطولة أخر أفلامها "كدت أهدم بيتى" إنتاج 54 طلبت الطلاق من المصور مصطفى والى وهاجرت إلى الولايات المتحدة وتنازلت عن الجنسية المصرية ، وأهدتها إسرائيل الجنسية وعينوها دبلوماسية فى مكتب إسرائيل لدى الأمم المتحدة ، وتزوجت من يهودى أمريكى وأسسا شركة لإنتاج الأفلام .

المصادر ..
لقاء الصحفى حسين البربرى مع حفيدة راقية إبراهيم ..
جريدة المصريون 24 مارس 2012.
اليهود والسينما فى مصر .. أحمد رأفت بهجت .


ابطال من مصر

صباح السادس من اكتوبر 1973

طائرات هليكوبتر عسكرية مصرية علي ارتفاع منخفض تقوم باسقاط كتيبة صاعقة انتحارية فيما وصف لاحقا في سجلات وزاره الدفاع علي انه مهمه بلا عوده

كانت المهمه ايقاف اي امدادات اسرائيلية او اقلاع او هبوط أي طائرة اسرائيلية من والي مطار ابو رديس في عمق سيناء وتأسيس نقطة استطلاع متقدم في سيناء

ابيدت الكتيبة بالكامل اثناء تأدية المهمه - التي تكللت بنجاح ساحق - ولم يتبق منها سوي اربعة افراد فقط علي قيد الحياة .. وحدهم .. خلف خطوط العدو ..

لم يكن يدري أحدهم وهو المجند المقاتل الشاب ذو الاثنين والعشرين ربيعا انه بعد سنوات قلائل سيتم تدريس ماقام به في أرقي الاكاديميات العسكرية في العالم .

نزع الله من قلبه اي رهبة من اي نوع .. فكان احد ابطال موقعه السبت الحزين في رأس العش التي ابادت كامل القوات الاسرائيلية وامداداتها في رأس العش .

اصيب بدفعة رشاش متعدد انتقامية من مدرعة اسرائيلية مرتبكة تدري قرب نهايتها .. واخترقت الطلقات فخذه وظهرة لتخرج من ساقة ومثانته .. وبمنتهي الجلد والاصرار وبدون اي تدخل طبي يعالج نفسه بنفسه ويستمر في عمليته خلف خطوط العدو استطلاعا وتوجيها عبر لاسلكي طيله مائتين يوم متقافزا فوق كل شبر من رمال سيناء بمنتهي البطولة .. ليس لساعات ولا ايام ولا اسابيع .. بل 200 يوم كاملة .. في اصابات يفترض بها ان تكون قاتله للفور وتستدعي الحجز بالرعاية المركزة .. بل لم يبلغ اصلا عن فداحة اصاباته وانما علمت بها المخابرات والاستطلاع من احد رجالها من البدو الذي كان يقوم بامداده بالطعام والشراب مره كل ثلاثه ايام بعد ان انقطعت اخباره ثلاثه اسابيع وقيد مفقود عمليات .. قال البدوي بالحرف (يافندم العسكري ده عايش حلاوة روح اللي زيه المفروض يكون اندفن وبنصلي عليه غائب ) !

ليعود منسحبا علي الاقدام وقد لوحت شمس سيناء بشرته وشعثت شعرة وتمزق حذاؤة العسكري في اواخر شهر ابريل 1974 بعد مرور سبعه اشهر علي انزالة واصاباته القاتله وعماده دمه بتراب ارض مصر .. وليقف المشير احمد اسماعيل امامه ليؤدي له امام بطولته الاستثنائية التحية العسكرية وهو بتراب المعركة لم يغير حتي حذاؤه .

عبد الرؤوف جمعة عمران .. بطل مصري مجهول .. لم يتم تكريمه بنوط واحد .. ولا ذكره في بانوراما اكتوبر .. لم يصنع له تماثيل النصر في كل محافظات مصر .. ولم يسع حتي للحصول علي عضوية جمعية المحاربين القدماء التي يستحق ان يكون رئيسها وليس فقط عضوا فيها .

الان هو يعمل فراشا في مدرسة متهالكة في اعماق سوهاج !

لاتنسو ابطالكم ياشعب .. ارجوكم !

(في الصورة الجندي المقاتل عبد الرءوف جمعة عمران يرتدي منظار الميدان ومعه اخر من تبقي علي قيد الحياة من الكتيبه .. النقيب عبد الحميد خليفة، والنقيب مجدي شحاته والمجند سيد علي لحظة استقبال وزير الدفاع لهم في مقر الوزارة بحضور ضباط اركان الوزاره وقاده افرع العمليات ).


رواية ( سامية فهمي ) من ملفات المخابرات المصرية - بقلم الكاتب الكبير صالح مرسي

رواية ( سامية فهمي ) من ملفات المخابرات المصرية - بقلم الكاتب الكبير صالح مرسي

ملحوظة : الرواية دي اتعملت مسلسل في رمضان السنة دي باسم حرب الجواسيس
رواية ( سامية فهمي ) بقلم الكاتب (صالح مرسي) هي من الروايات التي تروي تفاصيل حقيقية لواحدة من وقائع صراعات الجاسوسية الساخنة بين العرب واسرائيل .
وقد اعتمد المؤلف (صالح مرسي) في كتابتها على ملفات المخابرات المصرية لينسج واحدة من الروايات البديعة،
والمؤلف كما يعلم الجميع هو أشهر من نار على علم في هذا النوع من الروايات الخاصة بالجاسوسية فهو صاحب الرواية الخالدة ( رأفت الهجان ).
وفي رواية (سامية فهمي) هذه نكتشف كيف وقع شاب مصري في براثن المخابرات الإسرائيلية وصار عميلاً لهم رغماً عنه في زمن حرب النكسة 1967، ونتعرف على الأساليب الخبيثة للمخابرات الإسرائيلية وطرقها في تجنيد عملائها وتدريبهم.
الشاب المصري يدعى (نبيل سالم الجيزاوي) انساق ليقع في مستنقع الخيانة وحاول فيما بعد توريط خطيبته ( سامية فهمي ) وجرها إلى الهاوية لكنها استطاعت أن تتغلب على عاطفتها وداست على قلبها حين أحست بنوايا حبيبها الخائن وقررت ترجيح حب الأمة والوطن على الحب الشخصي وذهبت لتخبر عنه للجهات المختصة وتتعاون معهم للإيقاع به في قبضة العدالة...
وبالطبع برع الكاتب في تسمية روايته باسم ( سامية فهمي ) لأنها تستحق أن تخلد وتصبح اسماً محترماً يتردد صداه في تاريخ الأدب والحياة ولم يطلق اسم الخائن (نبيل) على روايته لكي يبقى اسم ذلك الخائن ساقطاً حتى بين أغلفة الكتب وعناوينها، ويظل اسمه في لائحة أعداء الأمة فقط.
( سامية فهمي ) تستحق أن تكون في قلوب الناس وعقولهم لأنها خاضت أعنف صراع بين العاطفة والواجب وانتصرت بعد أن تغلبت على أفخاخ رغباتها ونزواتها وسمت إلى سماء الفضيلة والخير في حين سقط ( نبيل ) في شرك رغباته وأطماعه وتردى إلى قاع الرذيلة والشر.. وصار عدواً لأهله.
ليس هناك ما هو أصعب من أن تتحول يد الحبيب العاشقة إلى قوة تسحب يد الحبيب إلى دماره .. وليس هناك ما هو أقسى من أن تختبئ بين ثنايا النظرات الولهى نوايا الأذى المهلكة! هكذا عاشت ( سامية فهمي ) أشقى الساعات لتتمكن في النهاية من الايقاع بحبيبها الخائن بين أيدي رجال الأمن المصريين بعد أن نصبوا له كميناً بارعاً أخرجه من وكره بمساعدتها.
وقد قام الكاتب ( صالح مرسي ) بتسمية كتابه بالبنط العريض ( أعنف صراع بين العاطفة والواجب )
وتحت العنوان عبارة
( سامية فهمي - سلمت خطيبها الخائن للمخابرات المصرية وكشفت أخطر شبكة تجسس اسرائيلية في أوربا ).


جواسيس عهد عبدالناصر


في عام 1951 وصل إلي مصر أحد كبار العملاء الإسرائيليين، وهو »إبراهام دار« الذي اتخذ لنفسه اسماً مستعاراً هو »جون دار لنج«، وكان »دار لنج« يهودياً بريطانياً من الذين عملوا مع الموساد عقب تأسيس دولة إسرائيل عام 1948.. وقام »دار لنج« بالتخطيط من أجل تجنيد الشبان من اليهود المصريين استعداداً للقيام بما قد يطلب منهم من مهام خاصة، وكان أشهر من نجح »دار لنج« في تجنيدهم وتدريبهم فتاة يهودية تدعي »مارسيل نينو«، وكانت آنذاك في الرابعة والعشرين من عمرها، ومعروفة كبطلة أوليمبية مصرية شاركت في أوليمبياد عام 1948.. كما عرفت بعلاقاتها الواسعة مع بعض ضباط الجيش المصري في أواخر حكم الملك فاروق.

وعندما ألقي القبض علي »مارسيل نينو« في أعقاب اكتشاف شبكة التجسس التي نفذت عمليات تفجير دور السينما في القاهرة والإسكندرية والشهيرة بفضيحة »لافون« أو عملية لافون عام ،1954 حاولت »مارسيل« الانتحار مرتين في السجن، وتم إنقاذها لتقدم إلي المحاكمة مع 11 جاسوساً يهودياً آخر ضمن الشبكة نفسها.. وحكم عليها بالسجن 15 عاماً، وكان من المقرر أن تنتهي عام 1970.. إلا أن عملية التبادل التي جرت بين القاهرة وتل أبيب بشكل سري عام ،1968 أدت إلي الإفراج عن »مارسيل نينو« وعدد آخر من الجواسيس ضمن صفقة كبيرة.. وكان شرط الرئيس جمال عبدالناصر ألا تعلن إسرائيل عن عقد هذه الصفقة في أي وقت من الأوقات، وبالفعل التزمت إسرائيل بهذا الشرط، حتي عام ،1975 وذلك عندما »شم« أنف أحد الصحفيين الإسرائيليين خبراً بدا له غريباً، أو أن وراءه بالضرورة قصة مثيرة.. وكان الخبر عن حضور رئيسة وزراء إسرائيل »جولدا مائير« حفل زواج فتاة في الخامسة والأربعين من عمرها.

والسؤال الذي دار في عقل هذا الصحفي الإسرائيلي: لماذا تذهب شخصية في وزن »جولدا مائير« لعرس فتاة عانس، لا تربطها بها أي صلة قرابة؟!.. وتوصل الصحفي إلي القصة، ونشر حكاية »مارسيل نينو« التي كاد المجتمع الإسرائيلي أن ينساها تماماً.

ويبقي السؤال: كيف تفاوض الرئيس جمال عبدالناصر مع الموساد الإسرائيلي لعقد هذه الصفقة السرية؟

تؤكد الحقيقة التاريخية، أن إطلاق سراح هؤلاء الجواسيس لم يتم إلا بعد سلسلة طويلة من المباحثات والمفاوضات السرية بين القاهرة وتل أبيب، فبعد إلقاء القبض علي أعضاء الشبكة، صدر حكم المحكمة العسكرية برئاسة اللواء محمد فؤاد الدجوي في 27 يناير 1955 علي أعضاء الشبكة.. حيث صدر الحكم بالإعدام علي كل من : »موسي ليتو مرزوق« و»شموئيل باخور عزرا«.. والأشغال الشاقة المؤبدة لـ»فيكتور موين ليفي« و»فيليب هيرمان ناتانسون«.. وبالأشغال الشاقة لمدة 15 عاماً علي كل من: »مارسيل فيكتور نينو« و»روبير تسيم داسا«.. وبالأشغال الشاقة لمدة 7 سنوات علي كل من: »مائير يوسف زعفران« و»مائير شموئيل ميوحاس«.. والإفراج عن 5 آخرين.

وعقب انهيار الشبكة وسقوطها في أيدي أجهزة الأمن المصرية، بدأت جهود إسرائيل السياسية في العمل علي جميع المسارات لإطلاق سراح أعضاء الشبكة، وفي أكتوبر 1954 تم تشكيل مجموعة من السياسيين الإسرائيليين وكبار رجال الموساد، للسعي لدي كل حكومات العالم من أجل الضغط علي مصر لإطلاق سراح أعضاء الشبكة.. لكن مصر بدأت في إجراءات محاكمتهم في 11 سبتمبر 1954 بشكل علني.

ووقتها، اقترح »بنيامين جبيلي« أحد كبار هيئة الاستخبارات الإسرائيلية العليا، والمسئول عن فشل العملية وسقوط أفرادها، إرسال خطابات سرية إلي الرئيس جمال عبدالناصر في محاولة لإقناعه بأي طريقة يراها لإطلاق سراح الجواسيس الإسرائيليين.. ولكن كل المحاولات باءت بالفشل.. حتي أن »عاميت« رئيس الموساد ـ في ذلك الوقت ـ قام بإعداد خطاب إلي عبدالناصر عرض فيه تقديم قرض مالي إلي الحكومة المصرية قدره 30 مليون دولار مقابل الإفراج عن الجواسيس الستة المحكوم عليهم.. ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي »ليفي أشكول« رفض هذا الاقتراح علي اعتبار أنه سيؤدي إلي تحسين الأوضاع الاقتصادية لمصر(!!).. وتقوية جيشها(!!)، وهو ما يتعارض مع سياسة إسرائيل العدائية تجاه مصر.

وظلت إسرائيل تواصل ضغوطها الدولية علي مصر لمدة 7 سنوات كاملة، حتي تم الإفراج عن اثنين من جواسيسها وهما »مائير شموئيل ميوحاس« و»مائير يوسف زعفران« وتسليمهما إلي تل أبيب.. إلا أن عدد الجواسيس الإسرائيليين في القاهرة عاد للارتفاع مرة أخري إلي 14 جاسوساً عقب سقوط 5 شبكات دفعة واحدة في قبضة جهاز المخابرات المصرية.


الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015

بطوله مصريه

بدأت أحداث هذه القصة قبل حرب أكتوبر وفى أثناء حرب الاستنزاف ، و كانت
مصر تقوم فى هذا الوقت ببناء حائط الصواريخ ، الذي عانت فيه إدارة الجيش
المصرى الأمرين بسبب صعوبة المهمة وبسبب حدوث اختراق أمنى خطير
على طول خط الجبهة وفى مواقع بناء منصات الصواريخ ، فبمجرد انتهاء
العمال من بناء الموقع كانت الطائرات الإسرائيلية تأتى مباشرة إلى الموقع
وتدمره تماما بل وقتل بعض العاملين فى المواقع من جراء القصف
الاسرائيلى الذي بدا وكأنه يعرف طريقه واتجاهاته جيدا ، وحار الجيش
المصرى فى تفسير الأمر الى أن استطاعت المخابرات المصرية حل اللغز ،
لقد كان هناك احد الضباط الذي يعمل على الجبهة ينقل المعلومات وأماكن
بناء المنصات الى واحدة من اخطر الجواسيس العاملين فى مصر على مر
العصور..الى الجاسوسة هبة سليم التي لقبت بملكة الجاسوسية المتوجة

والتي عرض التليفزيون المصرى قصتها فى فيلم بعنوان الصعود الى الهاوية
وتحت اسم العميلة عبلة كامل ، وفى عملية مثيرة استطاعت المخابرات
المصرية استدراج هبة سليم الى ليبيا ، ومن هناك تم شحنها – بالمعنى
الحرفي للكلمة – الى مصر ، لتلقى جزائها العادل وتعدم بعد حرب أكتوبر
وأثناء مفاوضات السلام وذلك عندما أرادت جولدا مائير أن تجعل هبة سليم
من ضمن الاتفاقية ، فأخبرها السادات أن هبة سليم قد أعدمت اليوم ، ولم
تكن قد أعدمت فعلا ليصدر السادات أمرا عاجلا وسريا بإعدام هبة سليم
على الفور لقطع الطريق على اى محاولات إسرائيلية لاستعادتها.

المهم انه بعد القبض على هبة سليم والضابط الذي كان يعاونها على خط
الجبهة – والذي اعدم أيضا رميا بالرصاص- استطاعت مصر إكمال بناء حائط
الصواريخ الذي ساهم بشكل كبير فى صد الطائرات الإسرائيلية أثناء حرب
أكتوبر بل وصدرت الأوامر للطيارين الاسرائيلين بعدم الاقتراب من الحدود
المصرية لمسافة عدة كيلومترات بسبب هذا الحائط ، ولكن وقبل الحرب
مباشرة حدث تطور كبير فى الأحداث كان من شانه إضعاف قدرات الدفاع
الجوى المصرى ، وهنا تبدأ قصتنا الحقيقية…

لاحظ القائمون على الدفاع الجوى المصرى أن الطائرات الإسرائيلية أصبحت
تستهدف مباشرة وحدات الرادار الخاصة بالجيش المصرى ، ونظرا لخطورة
الأمر فقد تم إخطار المخابرات للتحري عن الموضوع ، لتكتشف أن إسرائيل
حصلت على سلاح امريكى جديد وخطير قد يقلب الموازين فى الصراع
المصرى الاسرائيلى ، صاروخ امريكى جديد اسمه beam rider أو راكب
الشعاع ، هذا الصاروخ كان يعمل بتقنية جديدة ومدهشة …فعندما تدخل
الطائرات الإسرائيلية الى الحدود المصرية يقوم الرادار بكشفها عن طريق
توجيه شعاع إليها وتحديد مكانها واتجاهها ، هذا الصاروخ كان – يركب –
الشعاع وينطلق فى اتجاه الرادار ليصيبه فى منتصفه تماما !!! وكان استمرار
استخدام هذا الصاروخ يعنى التفوق الكاسح للطيران الاسرائيلى لعدم
إمكانية كشفه ، بالإضافة الى انتهاء فاعلية الصاروخ السوفيتي الرهيب
سام-7 والذي كان يوجه عن طريق الرادار أيضا ، لتكون الضربة القاصمة
للدفاع الجوى المصرى ..

وانطلق رجال المخابرات للسيطرة على الموقف ، وكان الهدف الأول لديهم
هو الحصول على تصميمات هذا الصاروخ الجديد والحصول على عينة من
الصاروخ نفسه لدراستها ومعرفة نقطة ضعفه ، وبدأ الرجال فى البحث
والتقصي ومحاولة إيجاد طريقة لإبطال فاعلية هذا الصاروخ الجديد ، ليخرج
احد الرجال بفكرة عبقرية مفادها انه إذا كان هذا الصاروخ أمريكيا فلابد انه
أمريكا تستخدمه ألان فى حربها على فيتنام ، فيجب علينا أن نتجه الى هناك
للبحث عن الطريقة التي واجه الفيتناميون بها هذا الصاروخ ، و ربما الحصول
أيضا على نسخة منه.. ولاقت الفكرة إعجاب الجميع ، وتم الاتصال بأحد رجال
المخابرات فى فيتنام ويدعى مصطفى رستم ، وتم إسناد المهمة له . و ما
حدث بعد ذلك جدير بان تؤلف عنه الروايات وتخرج له أفلام لا حصر لها ، لقد
استطاع مصطفى رستم تحقيق المستحيل ، هذا الرجل العبقري استطاع
تحديد موقع القيادة المركزية للجيش الفيتنامي مع العلم بأن هذا الموقع كان
متحركا !! نعم لقد كانت قيادة الجيش الفيتنامي تتحرك طوال الوقت وهى
عبارة عن سبعة عربات محمية جيدا ومخبأة بعناية داخل الغابات الفيتنامية
الرهيبة ، وجدير بالذكر أن الجيش الامريكى ومخابراته لم يستطيعوا أبدا
طوال الحرب على فيتنام معرفة مكان هذا الموقع ، وقام مصطفى رستم
بالاتصال مع القيادة الفيتنامية ، التي كانت قد توصلت الى التصميمات
الخاصة بالصاروخ –عن طريق الحصول على عينة من احد الصواريخ التي لم
تنفجر وفكها ودراستها وهو ما كانت المخابرات المصرية ستفعله فى المقام
الأول- وحصل مصطفى رستم على التصميمات ، وأرسلها الى مصر ليقوم
الخبراء بفحص التصميمات الذين أكدوا على أهمية الحصول على عينة من
الصاروخ لدراسته بشكل عملي ، ومرة أخرى ينطلق مصطفى رستم
للحصول على عينة الصاروخ وبمعاونة القوات الفيتنامية حصل رستم على
صاروخ كان قد وقع فى احد المستنقعات ولم ينفجر ، ولا اعلم كيف
استطاعت المخابرات المصرية نقل الصاروخ من فيتنام الى مصر رغم انف
الجيش الامريكى ومخابراته ، المهم انه وصل وتمت دراسته واستطاع الخبراء
المصريون وبناء على دراسة الصاروخ وتصميماته إيجاد الطريقة المثلى
لإبطال فاعليته ، عن طريق عمل تعديل فى طريقة عمل الرادار نفسه ،
ونجحت الفكرة – والتي لم يتسن لي الحصول على تفاصيلها بعد – وتم
تنفيذها ، وجاءت الطائرات الإسرائيلية بمنتهى الثقة والغرور بل والإهمال
الناتج عن تأكدهم التام من عدم إمكانية التصدي لهم ، وأطلقوا صواريخهم
نحو وحدات الرادار المصرى ليفاجئوا وتربط الصدمة ألسنتهم عندما شاهدوا
بأعينهم فخر التكنولوجيا الأمريكية وهى تطيح فى الهواء وتلف فى دوائر بلا
هدف الى أن تسقط على الأرض ، وينطلق الصاروخ السوفيتي الرهيب
سام-7 ليسقط الطائرات الإسرائيلية مثل الذباب الذي تعرض لرشة من مبيد
حشري قوى فسقط بلا حول ولا قوة

وليسطر رجال المخابرات المصرية أسطورة جديدة تضاف الى سجل
انتصاراتهم الحافل ..المكلل بالمجد

سقوط الجواسيس

توالي سقوط الجواسيس


في عام 1960 سقطت في أيدي أجهزة الأمن المصرية 5 شبكات ـ دفعة واحدة ـ بعد جهد شاق استمر حوالي عامين في العملية الشهيرة المعروفة بـ»عملية سمير الإسكندراني« الفنان المعروف، الذي تمكن بالتعاون مع جهاز المخابرات المصرية في إسقاط 10 جواسيس من الوزن الثقيل وهم: »جود سوارد«، و»رايموند دي بيترو« و»فرناندو دي بتشولا«، و»نيقولا جورج لويس« مصمم الفترينات بشركة ملابس الأهرام فرع مصر الجديدة، و»جورج استاماتيو« الموظف بمحلات جروبي بوسط القاهرة.. والمصريون: إبراهيم رشيد المحامي، ومحمد محمد مصطفي رزق الشهير بـ»رشاد رزق«، ومحمد سامي عبدالعليم نافع، ومرتضي التهامي، وفؤاد محرم علي فهمي مساعد طيار مدني.. وكان وراء هذه الخلايا الخمسة، التي تعمل داخل مصر عدد كبير من ضباط الموساد المحترفين، المرابضين في تل أبيب وروما وباريس وسويسرا وامستردام وأثينا.. يخططون ويدبرون ويصدرون الأوامر والتعليمات والتوجيهات لعملائهم.. يتبادلون الخطابات السرية، ويتلقون المعلومات عبر شبكة اتصالات كبيرة ومعقدة، وكانت تلك العملية التي أحبطتها المخابرات المصرية عملية معقدة ومتشعبة وخطيرة، ولذلك كان سقوطها أيضاً صاخباً ومدوياً.. بل وفضيحة بجلاجل لإسرائيل وجهاز مخابراتها، والذي ترتبت عليه الإطاحة برئيس جهاز الموساد الإسرائيلي من منصبه. وفي عام 1962 توالي سقوط الجواسيس والعملاء الذين يعملون لحساب إسرائيل.. فقد تمكنت أجهزة الأمن المصرية من إلقاء القبض علي الجاسوس الإسرائيلي »ليفجانج لوتز« وزوجته بتهمة إرسال »رسائل ملغمة« لقتل خبراء الصواريخ الألمان العاملين في القاهرة.. ليرتفع بذلك عدد الجواسيس المقبوض عليهم في مصر إلي 16 جاسوساً.. وبدلاً من أن تسعي إسرائيل لدي الرئيس جمال عبدالناصر لإطلاق سراح الجواسيس الأربعة الباقين من قضية »لافون« عادت تفاوض من جديد للإفراج عن الـ16 جاسوساً دفعة واحدة.

وجاءت نكسة 5 يونيو ،1967 لتضع مصر في مأزق تاريخي، ولتعطي إسرائيل فرصة ذهبية لاسترداد جواسيسها مقابل الإفراج عن الأسري المصريين في تلك الحرب.. ولكن عملية الإفراج عن جواسيس إسرائيل جاءت في سرية تامة بناء علي طلب الرئيس جمال عبدالناصر. وفي 2 يناير 1968 بدأت مصر في الإفراج عن الجواسيس الإسرائيليين، حيث سافر سراً »فيليب هيرمان« إلي جنيف بسويسرا طبقاً للاتفاق، وسافر »فيكتور ليفي« إلي أثينا باليونان.. وفي 13 يناير 1968 كان كل جواسيس فضيحة »لافون« بمصر ومعهم »لوتز« وزوجته، قد تجمعوا في تل أبيب.. وفي نهاية عام 1968 أرسلت مصر ـ بناء علي طلب تل أبيب ـ رفات كل من الجاسوس »موسي ليتو مرزوق« و»شموئيل باخور عزرا« سراً إلي إسرائيل بعد استخراج رفاتهما من مقابر اليهود بالقاهرة والإسكندرية.


عزام عزام الجاسوس الاسرائيلى

درزي إسرائيلي، أدين في مصر بتهمة التجسس لصالح العدو الإسرائيلي، وسجن لثمان سنوات قبل إطلاقه في صفقة سياسية عام 2004. عمل عزام عزام تحت غطاء تجارة النسيج بين إسرائيل وجمهورية مصر العربية، وهو صاحب شركة دلتا دكستايل ايجيت بمدينة نصر، لكنه اعتقل عام 1996 في القاهرة بتهمة التجسس الصناعي، ومن ثم اتهم بكتابة معلومات بالحبر السري على الملابس الداخلية النسائية وتمريرها للموساد الإسرائيلي.

يوليو 1997، أدين عزام عزام بتهمة التجسس ونقل معلومات عن المنشآت الصناعية المصرية إلى إسرائيل، وحكم عليه بالسجن خمسة عشر عاماً مع الأشغال الشاقة، وحكم على المتهم الآخر عماد عبدالحليم إسماعيل، بخمسة وعشرين عاماً، رفضت إسرائيل التهمة، وأعلنت أن لا علاقة لعزام عزام بأجهزتها الأمنية، وأن لا صفة غير مدنية له في مصر.

في 2004، أوفد رئيس الحكومة الصهيونية السابق إرئيل شارون، رئيس الشاباك آفي داختر إلى مصر وبعد مفاوضات مع الرأس الرسمي المصري، أطلق سراح الجاسوس عزام عزام في 5 ديسمبر 2004، بالمقابل أطلقت إسرائيل سراح ستة طلاب مصريين كانوا اعتقلوا في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

عبر عزام عزام عن امتنانه للحكومة الإسرائيلية، وتوجه إلى إرئيل شارون قائلاً: «أنا أحبك، لقد أخبرت أخي أني إن لم أخرج من السجن على عهدك، فلن أخرج منه أبداً بعدك».

عماد عبدالحليم إسماعيل

عماد عبدالحليم إسماعيل، 28 يونيو 1972، جاسوس مصري عمل لصالح إسرائيل زرع في مصر في فترة التسعينيات من القرن الماضي، تم القبض عليه هو وشريكه عزام عزام في عام 1996م.

في يوليو (تموز) عام 1997 م أدين عماد عبدالحميد إسماعيل بتهمة التجسس ونقل معلومات عن المنشآت الصناعية المصرية إلى إسرائيل، وحكم عليه بخمسة وعشرين عاما، بينما حكم على شريكه عزام عزام بالسجن خمسة عشر عاما مع الأشغال الشاقة.

في عام 2004 وبعد الإفراج عن شريكه الجاسوس عزام عزام، قدم محامي عماد عبدالحليم إسماعيل طلب التماس للإفراج عنه الذي أكد أنه يستهدف العفو الدستوري وليس القانوني، حيث إن القانون لا يجيز العفو عن المتورطين في جرائم التجسس أو الرشوة أو التخابر، إلا أن الدستور أعطى لرئيس الجمهورية الحق في العفو عن أي مجرم مهما كانت جريمته ومساواته بعزام عزام الذي أفرج عنه بعفو من رئيس الجمهورية في صفقة سياسية مع إسرائيل، ولكن حتى الآن لم يتم إعلان العفو عنه.